علما من العلوم- سواء كان يهتم بالدين أو لا علاقة له بموضوعه يخرج عن هذا الأصل العام في المعارف الإنسانية قاطبة.
كما أنه لا يوجد مجال في هذه الدراسة للإلماح إلى أصول علم التفسير وقواعده، لذلك نكتفي بالتأكيد والتذكير بهذه الأصول التي تطلب في مظانها المختلفة.
والحركة الاستشراقية المعاصرة حين أرادت الخوض في تفسير القرآن لم تكن تغفل هذا الموضوع، لكنها أرادت أن تتجاوزه ظهريا عن طريق الالتواء على هذه الأصول العلمية بدعوى الاستفادة - بدلا من ذلك- من معطيات العلوم الإنسانية بالغرب، وتبعا لهذه الدعوى تأسس منهج تفسير القرآن عند المستشرقين ابتداء من منتصف القرن العشرين على هذه المعطيات التي سبق للدوائر العلمانية، (والتيارات اللادينية) في الغرب أن أخضعت لها تراثها الديني المحرف.
"إن تطور الدراسات القرآنية بالغرب في أواسط القرن العشرين قد حدث تحت تأثير التقدم الملحوظ في تفسير (الكتاب المقدس)، وتأثير النظريات الأدبية، إن أثر العلوم الإنسانية، وبخاصة علم دراسة المجتمعات البدائية (الأنثروبولوجيا)، وعلم تاريخ الأديان