بدأ ذلك الأثر يظهر في مجال تفسير القرآن بالغرب: مثل البحث عن دور الشعارات والرموز الدينية، ودور الوجدان الديني، ودور الأساطير المرتبطة بالدين. . .، ويمكننا أن نميز بين اتجاهين حديثين ظهرا في ميدان التفسير: الأول اهتم بتاريخ المصحف وتكوينه وجمعه وتحريره.
الاتجاه الثاني: اهتم بإعادة تفسير القرآن عن طريق الاستفادة من الآليات التي توفرها مختلف العلوم الإنسانية، كما يتمسك هذا الاتجاه أيضا بالدراسة النقدية لأمهات التفاسير القديمة، هذه الأخيرة التي تعتبر شاهدا على الطريقة التي تم بها التفاعل مع النص القرآني من أجل تشكيل الوجدان (التصور) الإسلامي في مراحل عدة من التاريخ، وهذا يعني أن الدراسة النقدية لهذه التفاسير تهدف إلى معرفة الطريقة التي تم بها تصور الإسلام، وكيف جاء هذا الدين، وأخيرا كيف تم تخيله في تصور المسلمين ووجدانهم (١).
والذي يظهر من خلال هذا النص أن المعتقد الذي يسعى المستشرقون لأجل تكريسه من خلال منهجهم المقترح لإعادة تفسير كتاب الله ينبني على ما يلي:
أولا: أن القرآن الكريم إنما هو مجرد تلفيق من مصادر عدة استقى منها محمد - صلى الله عليه وسلم - ما جاء به أمته، وفي بحث المستشرقين عن الكيفية التي جاء بها هذا الكتاب ومصدره، تشعبت
(١) Gilliot، les recherches contemporaines، in Ency. Uni. Cor ٦. P ٥٤٧. .