إلا أنه ليس مصدرا للقراءات، وقد نجد الزمخشري يتعصب للقراءة المردودة والشاذة، لا لشيء إلا لأنها تنصر مذهبه، فالمستشرق يستغل هذا الجانب؛ ولهذا الغرض أيضا وجدنا المستشرقين ينشرون (شواذ القراءات) لابن خالويه، و (كتاب المصاحف) لابن أبي داود.
وفي هذا السياق أيضا وجدناهم يختارون من كتب علوم القرآن (الإتقان) للسيوطي حيث نشره النمساوي شبرنجر ت ١٨٩٣ م، وكان المستشرقون يستندون في مطاعنهم إلى تلك الروايات الواهية التي ذكرها السيوطي.
نخلص من خلال تتبع الأمثلة السابقة إلى أن رجوع بعض المستشرقين للمصادر العربية للتفسير كان محكوما بتصوراتهم الخاصة عن القرآن، فلم تفدهم هذه المصادر من الناحية المعرفية في شيء، وأحيانا نجدهم يتعمدون الكذب، وينسبونه لهذه الكتب، وقد وجد من هؤلاء المستشرقين من لم يعرف العربية، ولم يرجع إلى المصادر، لكنه وجد بين يديه ركاما من كتابات أسلافه، فاعتمده وسعى