تعدد هذه العلوم واختلاف مجالاتها ثم توسعها الكبير خلال العقود الأخيرة، واعتبارا لهذا التوسع فإن الكلام عن تفسير يعتمد معطيات هذه العلوم هو ضرب من الخيال ومحاولة متعمدة لدفع تفسير القرآن إلى فضاء التيه حتى يغدو كتاب الله محتملا لكل ضلال.
وقد تجلت ميزة (الانقطاع) بوضوح من خلال مختلف كتابات المستشرقين، فلو قدر لنا اليوم أن نجمع مختلف ما نشره هؤلاء عن الموضوع فسنجد أنفسنا أمام سديم من (الإنشائيات) التي لا يجمع بينها شيء، خلا تلك الدعوة إلى إعادة النظر في التفسير. . هذا بإجمال أهم ما ميز كتابات المستشرقين عن التفسير، وإذا نظرنا إليه بعين الإنصاف ألفينا المميزات السابقة نقائص أو سلبيات أثرت على القيمة العلمية لهذه الكتابات، فكان حريا بها تبعا لذلك أن تظل محصورة في دوائر وأكاديميات المستشرقين وأذنابهم من المسلمين الذين لم نتعرض لهم، واليوم لا نصادف في العالم الإسلامي أثرا لتلك الدعوة التي انطلقت قبل نصف قرن من أجل تفسير يعتمد