المناهج)، وقد أدت هذه الفوضى في مجال (أصول الدين) قديما إلى ظهور شتى الفرق والطوائف المتنافرة، كما أدت هذه الفوضى في مجال التفسير بالرأي إلى ظهور مختلف (التفاسير المذهبية). .
وظهرت هذه الفوضى في كتابات المستشرقين عن التفسير لما اعتبروا القرآن تراثا أدبيا تجرب عليه كل المناهج التي عرفتها البيئة الغربية، سواء كانت مناهج مادية أو وضعية، وسواء كان مجالها دراسة الأساطير أو دراسة الوقائع، وسواء كانت مناهج تاريخية أو كانت فلسفية. . لينتهي المطاف بالمستشرقين إلى فتح مجال التفسير لشتى (المناهج) التي عرفت في ميدان العلوم الإنسانية بالغرب بتناقضاتها وتضاربها وإخفاقاتها أيضا.
السبب الرابع: الجهل بالعلم، المعارف البشرية جميعها يتوقف استيعابها على الإحاطة بكلياتها وفروعها، ولا يوجد فرع منها يمكن تحصيله بدون طلب، والحرص على الطلب مع المواظبة والاستمرار يورث العلم، ثم إن جميع العلوم لها أصول وقواعد، والطريق الذي سلكه العلماء كيفما كانوا هو أولا التحصيل من مصادره ومظانه ثم الانضباط لقواعد العلم وأصوله. .