فالذي لم يسلك طريق التحصيل أولا جاهل ولو ادعى خلاف ذلك.
والذي لا ينضبط لقواعد العلم وأصوله وآدابه مخالف لمقتضى العلم - وإن سبق له تحصيل - فلا يؤمن أن يخلد إلى هواه.
وحين نرجع إلى كتابات المسشرقين عن التفسير نجد بأنه اجتمع فيها الجهل بالتفسير والجهل بما يقتضيه هذا العلم، أما الأول فمظهره تجلى من خلال ترديد الأجيال المتعاقبة من المستشرقين لتراث متقدميهم وأسلافهم فقط، وأما الجهل بمقتضى العلم فأول مظاهره عدم اكتراثهم بآداب وقواعد علم التفسير حيث تقرر في أوساطهم منذ عقود أن تفسير كتاب الله يمكن أن يزاوله حتى من يكفر بربانية القرآن أو من يبحث عن (دلائل) نسبته إلى البشر. .
السبب الخامس: الجهل باللغة العربية وعلومها وآدابها، إذ أن مشاهيرهم لا يحسنون الحديث بالعربية ولا يستطيعون الحوار بهذه اللغة ولا استظهار شيء مكتوب بها، رغم أنهم عاشوا بين المتكلمين بالعربية خلال عهد الاستعمار، أما غير هؤلاء المشاهير فإن