للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأولى المعاني في قول الله جل ثناؤه: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ} (١) علا عليهن وارتفع، وهذا الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: باب استواء الرب تبارك وتعالى على العرش وارتفاعه إلى السماء وبينونته من الخلق (٢).

ومما يؤكد أن هذا التفسير صحيح أن الخليل بن أحمد أحد أئمة اللغة فسره بالعلو، قال الذهبي في العرش ٢/ ١٥: (قال الخليل بن أحمد في {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} (٣) ارتفع إلى السماء)، ونص قول الخليل قال: (أتيت أبا ربيعة الأعرابي وكان من أعلم من رأيت وكان على سطح فلما رأيناه أشرنا إليه بالسلام فقال: استووا فلم ندر ما قال فقال لنا شيخ عنده: يقول لكم ارتفعوا، قال الخليل: هذا من قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} (٤) يقول:


(١) سورة البقرة الآية ٢٩
(٢) الرد على الجهمية ٣٣.
(٣) سورة البقرة الآية ٢٩
(٤) سورة فصلت الآية ١١