صلى الله عليه وسلم سلموا من التمثيل والتعطيل والتحريف والتكييف، فهم يجمعون بين الإثبات والتنزيه، إثبات ما أثبته الله عز وجل ونفي ما ينزه عنه الرب عز وجل من النقص والتمثيل بالمخلوقات، يحملون الصفات على الحقيقة التي تليق بجلال الله عز وجل، وقد حكى إجماعهم الحافظ ابن عبد البر فقال:(أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة)(١).
وعلى هذا المنوال مذهبهم في الاستواء: أن علوه جل وعلا على العرش كما يليق بجلاله عز وجل من غير تمثيل، وهذا متفق عليه عندهم ينقله المتأخر عن المتقدم ويقرره من بالمشرق ومن بالغرب وهم وإن تعددت مدارسهم الفقهية وتباعدت بلدانهم فقولهم فيه واحد.