للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما القول بأن مراد الإمام مالك: أنه موجود فقد أخبر عنه في القرآن (١) فهذا باطل قطعا:

١ - لأن السائل إنما سأل عن آية من القرآن فهو يعلم بوجود الاستواء وأنه قد ذكر في القرآن.

٢ - وأيضا السائل يسأل عن الكيفية لأن هذه الصيغة (كيف استوى) إنما يسأل بها عن الكيف.

٣ - أن الأئمة المالكية وهم أدرى الناس بمراد مالك وأعرف بأقواله من غيرهم قد بينوا مراد الإمام مالك أنه معلوم المعنى في اللغة كما سبق.

ومراده بقوله: والكيف منه غير معقول: أي كيفية الاستواء لا نستطيع أن نصفها بعقولنا، وصفات الله عز وجل عند أهل السنة لها كيفية لكنهم يجهلون هذه الكيفية، وأقوال أهل العلم في بيان أن الصفات لها كيفية وأنها مجهولة عندهم كثيرة:

١ - قال ابن خزيمة:

نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية؛ لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل، والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية إذ النبي


(١) انظر: العلو للذهبي ت حسن السقاف ٣٨١، هامش ٦٧٠.