للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية النزول (١).

٢ - قال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي في قصيدته في السنة:

وأن استواء الرب يعقل كونه ... ويجهل فيه الكيف جهل الشهارب (٢)

٣ - قال القرطبي: ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته (٣).

فهذه أقوال صريحة وألفاظ بينة في أنهم يثبتون للصفات كيفية، وهذه الكيفية مجهولة عندهم، وما يروى عن بعض أهل السنة من قولهم: بلا كيف، أو الكيف مرفوع، فمرادهم نفي تكييف البشر لصفات الله تعالى ووصفهم لكيفية صفاته جل وعلا، وليس مرادهم نفي أن تكون لصفات الله كيفية.

قال ابن القيم: (العقل قد يئس من تعرف كنه الصفة وكيفيتها فإنه لا يعلم كيف الله إلا الله وهذا معنى قول السلف بلا كيف أي: بلا كيف يعقله البشر فإن من لا تعلم حقيقة ذاته وماهيته


(١) التوحيد لابن خزيمة ١/ ٢٨٩، ٢٩٠.
(٢) العلو للذهبي ١٩١، طبقات الشافعية للسبكي ٦/ ١٣٧ - ١٤٧.
(٣) تفسير القرطبي ٧/ ١٤٠، ١٤١.