للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كيف تعرف كيفية نعوته وصفاته ولا يقدح ذلك في الإيمان بها ومعرفة معانيها فالكيفية وراء ذلك، كما أنا نعرف معاني ما أخبر الله به من حقائق ما في اليوم الآخر ولا نعرف حقيقة كيفيته مع قرب ما بين المخلوق والمخلوق فعجزنا عن معرفة كيفية الخالق وصفاته أعظم وأعظم) (١).

ومراده بقوله: والإيمان به واجب (أي أن الإيمان بالاستواء على هذا الوجه واجب؛ لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه وهو أعلم بنفسه وأصدق قولا وأحسن حديثا فاجتمع في خبره كمال العلم وكمال الصدق وكمال الإرادة وكمال الفصاحة والبيان فوجب قبوله والإيمان به) (٢).

ومراده بقوله: والسؤال عنه بدعة، مراده لا يخرج عن ثلاثة أمور:

١ - أن السؤال عن المعنى بدعة.

٢ - أو السؤال عن وجود الاستواء بدعة.

٣ - أو السؤال عن الكيف بدعة.

ولا يمكن أن يريد الأول لأن السؤال عن معاني الصفات ليس بدعة، وقد فسر أهل العلم كثيرا من معاني الصفات مثل: القيوم والصمد وغيرها، ولا يزال الناس من أهل العلم وغيرهم يوضحون


(١) مدارج السالكين ٣/ ٣٧٦.
(٢) تقريب التدمرية ٤٢.