للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي لغة العرب لا يحتمل إلا العلو ولا يصح تفسيره بهذا، مثل قوله تعالى: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} (١) وقوله: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} (٢)

فأين الموضع الذي يصح تفسيره بأنه أقبل أو عمد في القرآن أو في لغة العرب؟

٢ - أن معنى هذا أن العرش خلق بعد السماوات والأرض (وهذا لم يقله أحد من أهل العلم أصلا وهو مناقض لما دل عليه القرآن والسنة وإجماع المسلمين أظهر مناقضة، فإنه تعالى أخبر أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام وعرشه حينئذ على الماء وهذه واو الحال أي: خلقها في هذه الحال فدل على سبق العرش والماء للسماوات والأرض) (٣).

قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (٤)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا الوجه من أضعف الوجوه ة فإنه قد أخبر أن العرش كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض، وكذلك ثبت في صحيح البخاري عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض (٥)».


(١) سورة هود الآية ٤٤
(٢) سورة الزخرف الآية ١٣
(٣) مختصر الصواعق المرسلة ٣٠٩.
(٤) سورة هود الآية ٧
(٥) صحيح البخاري كتاب التوحيد، باب وكان عرشه على الماء.