للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا كان العرش مخلوقا قبل خلق السماوات والأرض فكيف يكون استواؤه عمده إلى خلقه له لو كان هذا يعرف في اللغة أن استوى على كذا، بمعنى أنه عمد إلى فعله وهذا لا يعرف قط في اللغة لا حقيقة ولا مجازا لا في نظم ولا في نثر، ومن قال: استوى بمعنى عمد ذكره في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} (١)؛ لأنه عدي بحرف الغاية كما يقال: عمدت إلى كذا، وقصدت إلى كذا، ولا يقال: عمدت على كذا، ولا قصدت عليه، مع أن ما ذكر في تلك الآية لا يعرف في اللغة أيضا ولا هو قول أحد من مفسري السلف، بل المفسرون من السلف قولهم بخلاف ذلك كما قدمناه عن بعضهم) (٢).


(١) سورة فصلت الآية ١١
(٢) الفتاوى ٥/ ٥٢٠، ٥٢١.