للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس موعظة وأنصح الناس لأمته وأرق الناس قلبا، وأصحابه أرق الناس قلوبا وخير الناس ممن جاء بعدهم، ولا يشك عاقل في هذا، فما صرخوا عند موعظة ولا زعقوا ولا رقصوا، ولو كان هذا صحيحا لكانوا (١) أحق الناس بهذا أن يفعلوه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه بدعة وباطل ومنكر بين (٢).

فإن قيل: وكيف أنكرتم (٣) المحدثات وقد أحدثت المحاريب (٤) والحصر بعد النبي صلى الله عليه وسلم وجمع المصاحف وغير ذلك؟ فالجواب: أن نقول أيها السائل أظنك نائما لا تعقل الذرة من الفيل، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي (٥)».

وقال صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا بمن بعدي أبي بكر وعمر (٦)». وقال صلى الله عليه وسلم: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم (٧)». وقال: «مثل أصحابي كمثل سفينة


(١) وفي (ج) (لكان) وهو خطأ
(٢) (لكنه بدعة وباطل ومنكر بين) ساقط من (ج).
(٣) وفي الأصل (ب- ج) (ينكرون) وما هو مثبت أظهر كما في (د)
(٤) وفي الأصل (ب- ج) (أحدثوا المحراب) وما هو مثبت أظهر كما في (د).
(٥) سبق تخريجه ص ٢٠٤.
(٦) أخرجه الترمذي في المناقب باب مناقب عبد الله بن مسعود، والإمام أحمد في المسند ج ٥ ص ٣٩٩. وهو حديث حسن كما قال الترمذي انظر: جامع الأصول: ج ٨ ص ٥٧٣ (المتن والحاشية) وذكره أبو نعيم في الحلية ج ٩ ص ١٠٩ وابن أبي عاصم في السنة ج ٢ ص ٥٤٥ وقال الألباني: حديث صحيح. انظر: ظلال الجنة في تخريج السنة ج ٢ ص ٥٤٥.
(٧) رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله من حديث سلام بن سليم عن الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثم ذكره قال أبو عمر: هذا إسناد لا تقوم به الحجة؛ لأن الحارث بن غصين مجهول. وقال عبد القادر الأرناؤوط: إسناده ضعيف وقال الألباني موضوع. انظر: جامع بيان العلم وفضله ج ٢ ص ٩٠، ٩١، وجامع الأصول ج ٨ ص ٥٥٦، ٥٥٧ (المتن والحاشية) وسلسلة الأحاديث الضعيفة برقم ٥٨. وذكره العجلوني في كشف الخفاء وقال: رواه البيهقي، وأسنده الديلمي عن ابن عباس بلفظ أصحابي بمنزلة النجوم في السماء بأيهم اقتديتم اهتديتم انظر: كشف الخفاء حديث ٣٨١.