للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التوبة والجهر فيها، والوليمة عليها لا التوبة بنفسها، وأنكرنا الاجتماع على الموائد؛ لأنهم يحيون بذلك بدعتهم، ويزيدون فيها، ولا ينكر إطعام الطعام على غير هذه الصفة، وأنكرنا محبة البدعة، ولا ينكر (١) ذلك بين أهل السنة؛ لأن ذلك يورث الدرجات العلى في الجنة، وأنكرنا البكاء في ملأ من الناس بالنياح والصراخ لا البكاء من خشية الله تعالى؛ لأن الدمعة من البكاء من خشية الله تطفئ بحورا من النيران، ولا يكون ذلك- والله تعالى أعلم- إلا في الخلاء، وكذلك الزيارة جائزة بين أهل السنة، ولها فضل عظيم، وأما بين أهل البدعة فهي حرام؛ لأن ذلك يهيج بدعتهم وضلالتهم (٢) ويقال للمبتدع الذي أحدث ما ليس عليه الأمة مثل ما ذكرنا من التحريم في اللقمة والاجتماع للتوبة وغير ذلك.

فيقال له: هذا دين أو ليس بدين؟ فإن قال: دين، فقد كفر بالله ورسوله؛ لأنه كذب (٣) الله عز وجل في كتابه إذ قال (٤) عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (٥) وجعل الرسول عليه الصلاة والسلام


(١) أي المحبة في ذات الله.
(٢) وفي (د) (ومقالاتهم).
(٣) وفي (د) (لأنه كذب على الله. . .).
(٤) وفي (د) (لقوله تعالى).
(٥) سورة المائدة الآية ٣