للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خليله. . . (١)» الحديث. وقال عليه الصلاة والسلام: «اختبروا الناس بإخوانهم (٢)» وقال: «جليس القوم منهم (٣)» وإن قال قائل: (٤) عرفت بدعتهم ولا تغتر نفسي بغرورهم، بل نأكل معهم، ونأخذ من أموالهم وأسكت عن حالهم، وندعهم في أهوائهم، وأي شيء علي في ذلك واستسخاري بهم؟

فالجواب: إن هذا المسكين غره سراب الطمع ووقع في مهوات لا قعر لها، فأهلكته شهوته مع الهالكين وخسر مع الخاسرين، ولا يدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ظهرت البدعة للعالم فسكت فعليه لعنة الله (٦)» وأي شيء أعظم من المداهنة


(١) أخرجه أبو داود برقم ٤٨٣٣ في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والترمذي برقم ٢٣٧٩، في الزهد باب رقم ٤٥، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن. انظر: جامع الأصول حديث ٤٩٦٧.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) وفي الأصل- ب- ج (وإن قال أما أنا فطالب) وما هو مثبت أظهر كما في (د).
(٥) أخرجه نصر المقدسي والشاطبي بلفظ: عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ظهرت البدع في أمتي وشتم أصحابي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " قيل للوليد بن مسلم، ما إظهار العلم؟ قال: إظهار السنة، انظر: مفتاح الجنة ص ٦٦ والاعتصام ج١ ص٦٥، وابن عساكر عن معاذ بلفظ: " إذا ظهرت البدع ولعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فلينشره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد ". انظر: كنز العمال حديث ٩٠٣.
(٦) وفي الأصل- ب- ج (إذا ظهرت البدع في العالم فعليه. . .) وهو خطأ. (٥)