للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أبدانهم، وأما في بدعتهم فلا.

فإن قيل: هؤلاء القوم يحبون نبيهم ويصلون عليه ويرجون شفاعته ولهم نية خالصة في عبادتهم وأفعالهم لله تعالى.

فالجواب: أن نقول ما قال الحسن: (١) (٢) " لا يغرنكم قول من يقول المرء مع من أحب"، فإنك لا تلحق الأبرار إلا "أن تعمل" (٣) بعملهم واتباع سنتهم. فإن اليهود أحبوا موسى عليه الصلاة والسلام، وليسوا معه؛ إذ لم يتبعوه وأهل البدع يحبون (٤) أنبيائهم وليسوا معهم؛ إذ لم يتبعوهم بل كذبوا.

ولقد أحسن من قال:

من يدع حب المرء ولم يكن ... بسنته مستمسكا فهو كاذب

علامة صدق المرء في الحب أن يرى ... على منهج كانت عليه الحبايب

ولا يرجون شفاعته؛ لأنهم قد خرجوا عن ملته، والنية لا تنفع إلا مع اتباع السنة. وقد كان للكافر نية خالصة مع ضميره (٥)، ولا ينفعه ذلك.


(١) سبقت ترجمته ص ٢١٦.
(٢) انظر المقاصد الحسنة للسخاوي ص ٣٨٠، والحكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب ص ١٣٣.
(٣) (أن تعمل) زيادة من (د).
(٤) وفي الأصل- ب- (محبون) وما هو مثبت أظهر كما في (ج) (د).
(٥) وفي (ج) (صحيحة) وهو خطأ.