للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمراد بقوله: (وهجنه) أي تقبيحه.

وقال الأعمش: (آفة الحديث النسيان، وإضاعته أن تحدث به غير أهله) (١).

وقال أيضا: (انظروا إلى هذه الدنانير، لا تلقوها على الكنايس) (٢) يعني الحديث.

ومن شدة حرصهم وعنايتهم بالسنة النبوية أنهم كانوا يطلبون إعادة الحديث من المحدث لكي يحفظه.

قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله المتوفى سنة تسع وسبعين ومائة: (لقيت ابن شهاب يوما في موضع الجنائز، وهو على بغلة له، فسألته عن حديث فيه طول، فحدثني به. قال: فأخذت بلجام بغلته، فلم أحفظه، قلت: يا أبا بكر، أعده علي، فأبى. فقلت: أما كنت تحب أن يعاد عليك الحديث، فأعاده علي) (٣).

فنجد الإمام مالكا رحمه الله يصر على الإمام الحافظ الزهري؛ ليحدثه الحديث ثانية، لكي يتمكن من حفظه، مما يدل على حرص هؤلاء الأئمة على حفظ السنة وأدائها من غير زيادة أو نقصان. فمن المعروف أن الأحاديث الطوال لا يستطيع الراوي أن يحفظها من


(١) المحدث الفاصل: ص ٥٧٢
(٢) المحدث الفاصل ص ٥٧٣.
(٣) العلل ومعرفة الرجال ١/ ٢٦١