للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الإمام الزهري:

(من طلب العلم جملة، فاته جملة، وإنما يدرك العلم حديث وحديثان) (١).

وقد وصلت الأمانة عندهم منزلة لا يصل إليها إلا من كان مثلهم في التقى والورع، إذ كان أحدهم إذا شك في حديث ما من مجموعة أحاديث مكتوبة في صحيفته، ولم يتبين له الحديث الذي شك فيه، فإنه في هذه الحالة يترك جميع ما رواه عن ذلك الشيخ في تلك الصحيفة.

وقد سلك هذا المنهج غير واحد من المحدثين، فمن ذلك:

الإمام الثقة الحجة الخبير في الرجال والحديث عبد الرحمن بن مهدي أبو سعيد البصري المتوفى سنة ثمان وتسعين ومائة.

قال رحمه الله: (وجدت في كتبي بخط يدي عن شعبة ما لم أعرفه وطرحته) (٢).

وقال أيضا: (خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن: الحكم والحديث) (٣) أي لا بد من الجزم فيهما.

وقال الإمام يحيى بن معين المتوفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين:


(١) الجامع- لأخلاق الراوي وآداب السامع: ١/ ٢٣٢.
(٢) الكفاية ص ٢٣٣
(٣) الكفاية ص ٢٣٣.