للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عبد الله ابن الإمام أحمد: (كتب إلي ابن خلاد قال سمعت يحيى - هو ابن سعيد القطان - يقول: كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة) (١).

قلت: لضبطها وإتقانها.

ومن كان عنده كتاب ثم تصيبه آفة، كالحرق، أو الضياع، أو يزاد فيه من قبل آخرين، ثم يحدث منه صاحبه، فإن أهل الحديث يجرحونه، ويردون حديثه، كما صنعوا في ابن لهيعة وغيره (٢).

وهذا أبو بكر القطيعي عندما غرقت كتبه جرحه العلماء.

قال الحافظ الخطيب: (كان بعض كتبه غرق فاستحدث نسخها من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس، إلا أنا لم نر أحدا امتنع من الرواية عنه، ولا ترك الاحتجاج به) (٣).

ثم قال: (له في بعض المسند- يريد مسند الإمام أحمد - أصول فيها نظر، ذكر أنه كتبها بعد الغرق).

ومن الأدلة الواضحة على دقتهم أنهم كانوا لا يكتفون بالكتابة بل لا بد من المقابلة.

قال هشام بن عروة قال لي أبي: (أكتبت؟ قلت: نعم!


(١) العلل ومعرفة الرجال: ٢/ ٢٢٥.
(٢) انظر التقريب ص٣١٩ ترجمة ٣٥٦٣.
(٣) تاريخ بغداد:٤/ ٧٣ - ٧٤