للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: عارضت؟ قلت: لا! قال: لم تكتب شيئا) (١).

وهكذا كان غير واحد من المحدثين يتبع هذا المنهج (٢).

ومن حدث بما كتب عن الشيخ ولم يعارضه ويقابله بالأصل، جاز له أن يروي لكن بشرط أن يبين أنه لم يعارض، كما أفتى بذلك أبو بكر الإسماعيلي (٣).

قال الحافظ الخطيب: (وهذا مذهب أبي بكر البرقاني، فإنه روى لنا أحاديث كثيرة، وقال فيها: أنا فلان- أي أخبرنا فلان- ولم يعارض بالأصل) (٤).

فهذه الدقة المتناهية، وهذا التحري العجيب لا نظير له، كل ذلك من أجل المحافظة على السنة النبوية.

كما أنهم كانوا يهتمون بضبط الكلمة وتنقيطها، حتى لا يقع فيها تصحيف، وذكروا أن الراوي الذي يعتني بالتشكيل والتنقيط لدليل على دقته وصحة كتابه.

وقد حث غير واحد من أهل الحديث على التنقيط والضبط.


(١) المحدث الفاصل ص ٥٤٤.
(٢) انظر الكفاية ص ٢٣٧ وما بعدها.
(٣) انظر الكفاية ص ٢٣٩.
(٤) انظر الكفاية ص ٢٣٩.