هذا هو عنوان كتاب قام بتأليفه إمام زمانه في الحديث وعلومه، العلامة أحمد بن علي بن محمد أبو الفضل الكناني الشافعي، المعروف بابن حجر العسقلاني، المولود سنة ٧٧٣هـ والمتوفى سنة ٨٥٢هـ.
وهو عالم غني عن التعريف به، فله في كل فن من فنون الشريعة واللغة مكانة لا يوازيها إلا من تبحر فيه، وله من التآليف ما بز به الأقران سعة وشمولا، وعمقا وتحقيقا، وتتبعا واستقصاء، وحيادا ونزاهة، وتنوعا وكثرة، حيث وصلت في مقدارها مائة وخمسين مؤلفا، يقف على رأسها أكبر قاموس للسنة النبوية وهو (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، و (الإصابة في تمييز الصحابة)، و (تهذيب التهذيب) و (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة)، وغيرها من كنوز المؤلفات وروائع التراث.
ويأتي هذا الكتاب الذي معنا واحدا من الكتب التي دبجها يراع هذا العبقري الفذ، والعالم العملاق.
وستكون دراستنا له عرضا لوصفه، وبيانا لمنهج المؤلف فيه، وذكرا لمباحثه وتوضيحا لقيمته العلمية، ولذا كان البحث فيه على الطريقة الآتية: