بأصابعه الثلاثة، فضمها ثم أرسلها» وقد استنتج منه المؤلف استحباب صيام بعض رجب لأنه أحد الأشهر الحرم، لكنه مع ذلك قال:" إن في إسناده من لا يعرف".
* وأما الحديث الثالث: فهو في فوائد تمام الرازي من حديث أنس (١)، وقد علق المؤلف عليه بأن في سنده ضعفاء ومجاهيل.
٤ - ثم انتقل إلى تتبع الأحاديث الصريحة الواردة في فضل رجب، أو فضل صيامه، أو صيام شيء منه، فحصرها، وتحصل له نتيجة لهذا الحصر أنها تنقسم قسمين: قسما ضعيفا، وقسما موضوعا.
واجتمع له من الضعيف أحد عشر حديثا، ومن الموضوع واحد وعشرون حديثا بما في ذلك الأحاديث الشواهد، أو المروية بألفاظ مختلفة.
ولم يشأ المؤلف- رحمه الله- أن يفرد كل قسم على استقلاله، ويضم حديث كل قسم إلى أخيه، بل نراه يعرض في مبدأ البحث أربعة أحاديث ضعاف، وينتقل منها إلى سرد ثمانية عشر حديثا موضوعا، ويردفها بثلاثة أحاديث ضعاف، ثم يذكر حديثا واحدا موضوعا، وهكذا كانت طريقته حتى انتهى من ذكرها جميعا.
* أما طريقته في بحثها، فهي طريقة العالم الجليل، والناقد البصير، والباحث المستوعب، وليس هذا مستغربا من هذا الجبل الأشم، والبحر الزاخر، الذي ملأت تصانيفه الدنيا، واستوقفت بحوثه جهابذة العلماء، ووصلت معرفته بأحوال المحدثين حدا جعلته من أبرز فرسان هذا الميدان، وصار الناس يعتمدون على آرائه النقدية في ذلك إلى حد أن اعتبروها قاطعة لكل قول.
ولا أدل على ذلك من أنه اتبع في هذه الأحاديث ذكر جميع الطرق التي وصلت منها، وعزاها إلى الدواوين التي توجد بها، بل بلغ في هذا الأمر أن عين الأبواب التي ذكرت فيها، وذلك غاية في دقة الإحالة والتوثيق اللذين يتباهى بهما المؤلفون المحدثون في مناهج البحث، ويرون أنهم هم المبتكرون لتلك الدقة والتوثيق، في