والشرق، الذين اهتموا بدراسة الإسلام وكتبوا عنه، ما بين طالب للحق، ومبطل له، وأكثرهم مبطلون.
ومما لا يخفى على ذوي البصيرة أن غالبية من كتب عن الإسلام في بلاد الغرب، حسب ما ظهر من كتاباتهم، أمثال كولدزيهر الألماني، وغوستان لوبون الفرنسي، ودينيه جنيون، وفانساي مونيوي، وإثيان دينيه، ولورد هدلي، وتولستوي وكارليل وغيرهم كثير. هؤلاء الذين كتبوا عن الإسلام وأخذ عنهم من يكتب اليوم، ينقسمون إلى قسمين:
١ - إما خصوم للإسلام، يريدون من دراستهم تشويه حقيقة هذا الدين، والتنفير منه. فهم يكتبون عن عداوة مبيتة.
٢ - وإما غير فاهمين له، ويقيسون ما يكتبون بمفاهيم سائدة في عقائدهم، وأمور يرونها بارزة في مجتمعاتهم " ومن جهل شيئا عاداه "(١).
ولما كانت تعاليم الإسلام، جاءت من عند الله سبحانه: عقيدة وتعليما وعبادة، والقرآن الكريم الذي هو مصدر التشريع الأول والأساس: منزل من الله جل وعلا، وليس من تأليف محمد عليه الصلاة والسلام، كما يفهمه كثير من الدارسين للإسلام من بلاد الغرب والشرق، أو يقوله من تشبع بفكرهم وتعلم على
(١) مثل عربي، انظر: معجم الأمثال العربية للدكتور / عفيف عبد الرحمن ٢: ٩٠٥