ذلك أن عمق الدلالة من القرآن الكريم، لا يدركها إلا من درس اللغة العربية. فمثلا هذا " موريس بوكاي " الطبيب الفرنسي، كانت له آراء جدلية في القرآن الكريم، يقلب بها الفهم الصحيح للقرآن، من باب طرح الشبهات. وبعد أن اجتمع بالملك فيصل - رحمه الله - ليعالجه اعتبر الفرصة سانحة، وفرح بهذه الفرصة، التي إن فاز فيها، حقق مكسبا كبيرا للتبشير النصراني.
فقال له موريس بوكاي: أريد مناقشتك في القرآن، لأثبت لك ما فيه من أخطاء؟
فقال له الملك فيصل: هل قرأت القرآن باللغة العربية؟ قال: لا ولكن بترجمة معانيه إلى اللغة الفرنسية.
قال: هذا لا يكفي، اقرأه باللغة العربية، لتفهمه ثم ناقشني بعد ذلك.
فعكف موريس بوكاي على تعلم اللغة العربية لمدة عامين، حتى أتقنها ثم لما قرأ القرآن بها، تغير حكمه، ووجد أن كل ما فهمه من كتاب الغرب عن القرآن خطأ في خطأ. فهداه الله للإسلام بعد ذلك.