للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مواضعه. . وقولهم: إن الله فقير ونحن أغنياء، وإن يد الله مغلولة فلعنهم الله بذلك. قال سبحانه: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} (١) الآية، وقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (٢) وبيان قصة يوسف مع إخوته، وعناد اليهود ومخالفتهم. . وفي المباهلة مع النصارى أهل نجران، والذين أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وغير هذا من المواقف الكثيرة التي هي من الغيبيات وذكرها الله سبحانه في القرآن الكريم، ولو كان محمد عليه الصلاة والسلام متأثرا باليهود - في هذه الشبهة - لما فضحهم الله في أمور ادعوها وتبين كذبها، وجاءت في القرآن الكريم لتقوم الحجة عليهم بذلك.

ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم آخذا عن النصارى واليهود، لما اختلف معهم في حقيقة عيسى ومريم. . وعزير وغيرهم، إذ يتأثر بهم، ولكنه يأتي بأشياء تنافي ما يعتقدونه، وهذا برهان على أنه لم يعجب بهاتين الديانتين كما ذكر الكاتب.


(١) سورة آل عمران الآية ١٨١
(٢) سورة المائدة الآية ٦٤