للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (١)

فمحمد صلى الله عليه وسلم، لا يدعي أنه يأتي بنظريات من تلقاء نفسه، وينسبها إلى الله ثم يدعو إليها؛ لأن النظريات يقابلها نظريات أخرى، والبلاغة اللسانية لها مقاييس عند العرب المشهورين بالبلاغة والفصاحة، ومن قبل كلام هذا الكاتب، قد أتوا بأفصحهم لغة، وأقدرهم شعرا، وأمكنهم في النقد وأكثرهم حكمة، ووضعوا موازينهم في هذه الأمور، فخرجوا بنتائج:

- منها عدم استطاعتهم الإتيان بمثل ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم.

- وأن ما جاء به يختلف عن مقاييس الشعر والبلاغة.

- وأن ما فيه من بيان وحكمة، يفوق ما ألفوا من أساليب الحكم.

فلما عجزوا عن كل ذلك قالوا: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} (٢)


(١) سورة يونس الآية ١٥
(٢) سورة المدثر الآية ٢٤