للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الله سبحانه وتعالى العليم بكل شيء، والقادر على كل شيء، وكل شيء يأمر به عباده فلحكمة أرادها سبحانه.

ولما بلغ محمد عليه الصلاة والسلام الأربعين، وهو من النضج والكمال العقلي الذي هيأه الله فيه لتبليغ الرسالة المكلف بها، والدعوة لدين الله الحق ومن ثم محاورة العقول بما يقنعها، حتى تخرج من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام، أرسل إلى قومه والناس كافة والجن أيضا؛ لأن رسالته شاملة للثقلين فهو - صلى الله عليه وسلم - مبلغ وأمين على ما أوحي إليه، وليس بمبتكر أو مبتدع من تلقاء نفسه أو بمدع للرسالة من ذاتيته، ولذا استجاب الناس بعد نقاش وحوار عن قناعة، ودخل من أراد الله هدايته من أمم الأرض برضا وطواعية بهذا البلاغ، الذي حمله الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (١) {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} (٢)

ومثل ذلك القول قد طرحه اليهود والمشركون كشبهة من الشبه، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الرد من القرآن الكريم، بتعليق الأمر بالله سبحانه، حيث يقول جل وعلا: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (٣) وقوله سبحانه:


(١) سورة النصر الآية ١
(٢) سورة النصر الآية ٢
(٣) سورة يونس الآية ١٦