للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسبق أن قاتلوا أحدا إلا بعد إرسال مكاتبات لبيان أن الجهاد للدعوة إلى دين الله، فمن استجاب فله ما للمسلمين، وعليه ما عليهم، ومن لم يستجب عليه أن يؤدي الجزية، ويبقى على دينه وهم أهل الكتاب، ومن امتنع يعطى إنذارا لمدة ثلاثة أيام ليراجع نفسه حيث يبين له الدين الذي جاءوا لنشره، وفيه السعادة كل السعادة للبشرية جمعاء، كما يبين ذلك نص الرسائل التي كتبها محمد صلى الله عليه وسلم لقيصر عظيم الروم، وكسرى عظيم فارس، ومقوقس مصر وغيرهم؛ ولعناد اليهود فإنهم يخافون من الجهاد الذي يدحضهم ويظهر الله به الحق، نراهم هذه الأيام وفي كل وقت يحاولون التقليل من شأن الجهاد، بل يطالبون بحذف آياته من القرآن، كما هي عادتهم تبديل ما بين أيديهم بما تحلو له ألسنتهم. ودين الإسلام لا تفرقة فيه بين الناس، ولا فضل فيه لعربي على عجمي إلا بالتقوى؛ لأن محمدا عليه السلام علمه ربه مقت العنصرية والطائفية والتفاخر بالأحساب والأنساب، فهو يقول: «كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى (١)».

ويقول خليفته أبو بكر رضي الله عنه: " القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، والضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق له " (٢).


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده.
(٢) سير أعلام النبلاء للذهبي ضمن ترجمة لأبي بكر الصديق، من خطبته رضي الله عنه عندما تولى الخلافة.