عملوا بما عملنا، وعصوا الله فهنالك يتخلى الله عنهم، ونغلبهم بقوتنا التي تفوقهم، ففرح القائد الروماني، وقال: ومتى ذلك؟ قال: عندما يهتمون بالدنيا، ويحرصون على مكاسبها، ويخفى وازع الدين من قلوبهم أ. هـ.
كما يجب أن يعرف الكاتب وغيره، أن محمدا عمق في قلوب المسلمين مفهوم أن الحرب تختلف عن الجهاد، فمفهوم الحرب عند الأمم الأخرى، غير مفهوم الجهاد في الإسلام من حيث الهدف والغاية:
- فهدف الجهاد، بناء مجتمعات سليمة العقيدة والعمل، وإخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام وصفائه في العقيدة والعمل ليكون الدين كله لله.
- وهدف الحرب: الاستئثار بالمكاسب السريعة، وإذلال الشعوب بسيطرة القوى.
- وغاية الجهاد: إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وأن تكون الأمور كلها مسيرة بشرع الله الذي شرع لعباده.
- وغاية الحرب: تسلط الغالب على المغلوب، وفرض إرادته وأنظمته، ليكون هو الآمر والناهي، وإبعاد شرع الله عن أرضه سبحانه.
وحتى يدرك القارئ ذلك: فإن الوقائع الجهادية، تثبت أن محمدا عليه السلام، ومن جاء بعده رافعا لراية الجهاد في سبيل الله، لم