للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويوحنا المعمدان، وكذلك بالمسيح كأنبياء. . إلخ.

ونقول له إن دين الإسلام الذي دعا إليه محمد عليه الصلاة والسلام، لا يكتمل عند الإنسان ما لم يؤمن: بالله ربا لا شريك له في العبادة والاعتقاد، وبالملائكة، وبالكتب التي أنزلها الله على رسله، ويؤمن بالرسل الذين أرسلهم سبحانه، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. فالإيمان بالله: التصديق بأنه سبحانه وحده المستحق للعبادة، فتصرف له جميع أنواع العبادات، وهو الذي تتعلق به القلوب.

والإيمان بالملائكة، التصديق بوجودهم دون العداوة لأحد منهم، وأن كلا منهم موكل بعمل أراده الله سبحانه، وأنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، والإيمان بالرسل: التصديق بهم كلهم، دون تمييز من عهد آدم، الذي هو أول الأنبياء إلى محمد عليهم الصلاة والسلام جميعا الذي هو آخرهم، وأنهم جميعا مكلفون بتبليغ شرع الله وهو الإسلام، وأنهم صدقوا في أداء الأمانة.

أما يوحنا المعمدان، فلم يأت له ذكر في القرآن الكريم، فإن كان هو يحيا بن زكريا، فهو واحد منهم، وكلهم أنبياء كرام، وقد ذكر الله قصته في القرآن الكريم. . وإن كان غيره فنقف من حيث أمرنا الله بقوله الكريم: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١) {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (٢)


(١) سورة البقرة الآية ١٣٥
(٢) سورة البقرة الآية ١٣٦