للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن الإسلام علاوة على كونه عبادة لله سبحانه، فإنه يحرص على حماية النفس البشرية، والمجتمع من الآفات، كل ذلك لمصلحة الإنسان، واستقامة سلامته. . فقد اعتبر الطب الحديث: أن تعاليم الإسلام في الصلاة والنظافة والطهارة، قد كفلت للنفس البشرية أهم المقومات الصحية. يقول سبحانه: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} (١) {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (٢) ولأهمية الصلاة والمحافظة عليها. فإن المسلم عند أداء الصلاة مأمور بالطهارة الحسية، والطهارة الوجدانية. . فأما الحسية: ففي الثوب والبدن والبقعة التي يصلي فيها. . بحيث يراعي هذا في هذه الثلاثة؛ لأن مبدأ الإسلام الحث على ذلك، حتى تزكو النفس، وتخلص في أداء العبادة. وأما الوجدانية فبإخلاص القلب والمعتقد لله، فلا يشرك مع الله غيره في أي نوع من أنواع العبادات، لأن الله طيب لا يقبل إلا ما كان طيبا نقيا.

ولما كانت الصلاة خمس مرات يوميا، فقد أمر الفرد في المجتمع الإسلامي، بأن يتهيأ لذلك بالطهارة المحسوسة الظاهرة، وبالطهارة الباطنة التي لا يعلم حقيقتها إلا الله، وصاحب العمل المحاسب عليه. وهذه ليست اجتهادية من الإنسان، ولكنها أوامر شرعية لا تقبل الجدل. فالظاهرة بالوضوء وتنظيف الأعضاء التي حددها أمر الله سبحانه بقوله الكريم:


(١) سورة المدثر الآية ٣
(٢) سورة المدثر الآية ٤