للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (١)

أما الباطنة: فهي طهارة القلب من الحسد والحقد، والعمل من الرياء، وعدم إضمار ما يخل بالعمل، قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (٢) فلا بد أن يكون المصلي طاهرا ونقيا ظاهرا وباطنا، ونظيفا من كل ما يخل بالصلاة، والوضوء بالماء وإذا لم يجده أو يستطعه في بدنه، فقد خفف الله سبحانه عن المسافر والمريض غير القادر ومن به حروق أو غير ذلك مما يضره الماء، فإن الله خفف عن المسلمين بالتيمم: وهو ضرب التراب باليدين، ومسح الوجه بذلك. . وهذا مما خفف الله به عن أمة محمد، ولما كانت الخصال الخمس التي أعطيها محمد ولم تعط لأحد من الأنبياء قبله، من التخفيف تعتبر فضلا من الله، فإن منها قوله: «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل (٣)». فكانت تعاليم دين الإسلام سهلة وميسرة، لا مشقة فيها يقول


(١) سورة المائدة الآية ٦
(٢) سورة العنكبوت الآية ٤٥
(٣) من حديث رواه الترمذي برقم ٢١٧، وأبو داود برقم ٤٩٢.