للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلاح وحماية للمجتمع، وتأليف للقلوب وأداء للحقوق حتى لو كان غنيا. والرقاب: تعني عتق من وقع في الرق، ليكون حرا كغيره من البشر، سواء كاتب مالكه لكي يتحرر أو أعتقه ولم يطلب ذلك، ذلك أن الإسلام يمقت الرق، ويدعو لفك الرقاب؛ ولذا كان العتق زيادة على حرص المملوك بالتخلص من الرق، جاءت الكفارات لكثير من الأخطاء التي يقع فيها المسلم: عتق الرقبة. وفي سبيل الله: هم المجاهدون لإعلاء كلمة الله. وفي ابن سبيل الله: هو المسافر الذي انقطعت به النفقة بأي سبب فيعطى من الزكاة ولو كان غنيا ما يوصله إلى بلده.

والزكاة في الإسلام لها هدف كبير، بامتصاص نقمة الفقراء على الأغنياء، وإشعارهم بأن هناك من يهتم بهم، ويتفقد أحوالهم، ويعينهم على تخطي ما يعانون من مشكلات، إذ ثبت بما لا يقطع الشك أن المجتمع الذي تدفع فيه الزكاة تخف فيه الجريمة {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} (١) {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (٢) ذلك أن دراسة أثر الزكاة في الإسلام، تشعر المتابع والمهتم: بأن هذا الدين وسط بين الرأسمالية والشيوعية. وفي هذا توازن للمجتمع، ومتابعة لأحوال المحتاجين، ومكافحة للجريمة، وما من مجتمع إلا يحرص على ذلك؛ ولهذا قال بعض المستشرقين من الإنجليز، بعد أن درس الإسلام


(١) سورة المعارج الآية ٢٤
(٢) سورة المعارج الآية ٢٥