للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكن يعرف القراءة والكتابة، فكان يمليه على كتاب الوحي، أما ترتيب سوره الأربع عشرة والمائة، فقد تم باجتهاد من أصحابه بعد وفاته، حيث وضعت مرتبة حسب كبرها. . ويعرف هذا الترتيب، والخط الذي رسم به، باسم الرسم العثماني. هذا من جانب الصياغة.

وعن جمع القرآن وترتيبه: فإن أبا بكر رضي الله عنه، خليفة رسول الله قد حرص بالتشاور مع كبار الصحابة على حفظ القرآن وجمعه بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا يدب الخلاف بين قراء وحفظة القرآن من المسلمين، والخليفة الراشد الثالث، عثمان بن عفان رضي الله عنه، قد جمع القرآن في عهده، وأرسل منه نسخا للأمصار، للتقيد بها، ووحد المسلمين على رسم واحد.

وهذا جزء من حرصهم على المحافظة على هذا الكتاب، الذي تعهد الله بحفظه، وصيانته عن التبديل والأهواء، كما حصل مع أهل الكتاب الذين عدلوا وبدلوا فيما بين أيديهم وقالوا على الله الكذب، يقول سبحانه عنهم: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (١)

فكان من حرص الخلفاء الراشدين، الذين قال عنهم محمد صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من


(١) سورة آل عمران الآية ٧٨