له، إلى عالم من الفكر والعواطف، لم يشهد محيط أسمى منه وأرقى مدنية واجتماعا.
والواقع أن هؤلاء الصحابة، قد حدثت فيهم تحولات، ذات قيمة كبيرة، من كل زاوية، وأثبتوا فيما بعد في أصعب مناسبات الحروب، أن مبادئ محمد، إنما بذرت في أخصب أرض، فأنبتت نباتا حسنا. وذلك عن طريق رجال ذوي كفاءات عالية جدا، كانوا حفظة الصحيفة المقدسة وأمناءها، وكانوا محافظين على كل ما تلقوه من رسول الله من كلام وأوامر، لقد كان هؤلاء قادة الإسلام، السابقين الكرام، الذين أنجبوا فقهاء المجتمع الإسلامي، وعلماءه ومحدثيه الأولين. ا. هـ.
ومثل هذا القول قد جاء في كثير من الدراسات الإسلامية الخالية من الأهواء أو الجهل، أو التقليد، مما ينبغي مراعاة مثله، حتى لا يكتب كاتب عن تقليد - إذا أحسنا الظن - فيقع في مزالق تثير حفيظة المسلمين على دينهم، ويصل الأمر إلى المحذور الذي نهى الله عنه بقوله عز وجل:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}(١)
ونسأل الله للجميع الهداية ومعرفة الحق والذي أمر به الله سبحانه، وأن يعلي كلمته، وينصر دينه فهو الهادي إلى سواء السبيل.