للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا علم أن صلاحنا في بعثة شخصين وجب بعثتهما لا محالة ولا يجوز له الإخلال بها، وإذا علم أن صالحنا في بعثة جماعة وجب أن يبعث الكل) (١).

وعللوا ذلك بأن النظام المؤدي إلى صلاح النوع الإنساني على العموم في المعاش والمعاد لا يتم إلا ببعثة الرسل وكل ما هو كذلك فهو واجب على الله تعالى (٢).

وقال بعضهم: إذا علم الله من أمته أنهم يؤمنون وجب عليه إرسال النبي، وإلا لم يجب الإرسال بل حسن (٣).

وذهبت الفلاسفة إلى إيجاب النبوة عقلا على الله (لأن النظام الأكمل الذي تقتضيه العناية الأولية لا يتم بدون وجود النبي الواضع لقوانين العدل) (٤).

ذلك أن من عرف النبوات منهم يظن أن شرائع الأنبياء من جنس نواميسهم وأن المقصود بها مصلحة الدنيا (٥).


(١) شرح الأصول الخمس، القاضي عبد الجبار، ص ٥٧٥، المغني، القاضي عبد الجبار ١٥/ ٢٨.
(٢) شرح جوهرة التوحيد، البيجوري ص١١٩، ينظر: شرح الأصول الخمسة، القاضي عبد الجبار ص ٥٦٣.
(٣) المواقف، الأيجي، ص ٣٤٢، شرح المقاصد للتفتازاني ٥/ ١٩.
(٤) المواقف، الأيجي، ص ٣٤٢، شرح المقاصد ٥/ ٧ ينظر: آراء أهل المدينة الفاضلة، الفارابي / ص ١١.
(٥) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، ١٧/ ٣٣٠.