للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلقه، وإنه لا إله غيره ولا رب سواه، ليكون عالما موقنا فإنه بحسب قيام الأدلة يحصل له الإيقان والعلم التام بجميع المطالب، وفي قوله: {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (١) تنبيه على أنه صلى الله عليه وسلم وصل في معرفة ربه إلى مرتبة الإيقان بالاستدلال وإقامة البرهان بحيث قدر على إلزامهم (٢) كما سيأتي.

والملكوت مصدر على زنة المبالغة كالرهبوت والجبروت ومعناه: الملك العظيم والسلطان القاهر، وقيل: ملكوتها: عجائبها وبدائعها؛ روي أنه كشف له عليه السلام عن السماوات والأرض حتى العرش وأسفل الأرضين حتى جلى له الأمر سره وعلانيته فلم يخف عليه شيء من أعمال الخلائق، فلما جعل يلعن أصحاب الذنوب، قال الله إني أرحم بعبادي منك فرده الله كما كان قبل ذلك.

قال ابن كثير: في هذه المرويات: إنه لا تصح أسانيدها (٣).

وقيل: آياتهما، وقيل: ملكوت السماوات: الشمس والقمر والنجوم، وملكوت الأرض: الجبال والأشجار والبحار، والإراءة لا تقتصر على مجرد الإبصار والمشاهدة؛ بل اطلاعه عليه السلام على


(١) سورة الأنعام الآية ٧٥
(٢) حاشية الشهاب، ٤/ ٨٥.
(٣) تفسير ابن كثير ٢/ ١٥٦.