للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١)

فتبرأ من الشرك وأذعن للتوحيد ولم يأخذه في الله لومة لائم، ولم يستوحش من الجهر بالحق والثبات عليه مع خلاف جميع قومه لقوله وإنكارهم عليه، وبين لهم أنه وجه وجهه في عبادته للذي خلق السماوات والأرض، وذلك على ما يجب لله من التوحيد مقبلا عليه معرضا عما سواه متبرئا من المشركين فليس هو منهم ولا ممن يدين دينهم.

ولكن قوم إبراهيم لم يذعنوا للحق بعد بيانه لهم وأقاموا على باطلهم وصاروا يناظرون إبراهيم، قال الله تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَان وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (٢)

والمحاجة في اللغة مصدر حاج يحاج حجاجا ومحاجة وهي الجدل والتخاصم (٣).

قال ابن عباس في قوله {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ} (٤) أتخاصموني في الله (٥).


(١) سورة الأنعام الآية ٧٩
(٢) سورة الأنعام الآية ٨٠
(٣) لسان العرب ابن منظور مادة حجج ٢/ ٢٢٨.
(٤) سورة الأنعام الآية ٨٠
(٥) تفسير ابن أبي حاتم ٤/ ١٣٣١.