للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصار قوم إبراهيم عليه السلام يجادلونه ويناظرونه فيما ذهب إليه من التوحيد، وأوردوا عليه الشبه بما يدل على أن أصنامهم التي يعبدون آلهة. فقال {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَان} (١) أي كيف تجادلونني في أمر الله وقد بصرني وهداني إلى الحق، وأنه لا إله إلا هو وقد بصرني وهداني وأنا على بينة من أمري، فكيف ألتفت إلى أقوالكم الفاسدة وشبهكم الباطلة (٢).

وهذا تأكيد للإنكار؛ فإن كونه مهديا من جهة الله تعالى ومؤيدا من عنده مما يوجب استحالة محاجته (٣).

ولما خوفوه آلهتهم أن تمسه بسوء، أجابهم بعدم خوفه وأنها لا تضر ولا تنفع، فكيف يخافها ولكن خوفه من الله الذي إن شاء ناله في نفسه أو ماله بما شاء من جهته تعالى من غير دخل لتلك الآلهة فيه أصلا؛ لأنه القادر على ذلك، إظهارا منه لانقياده لحكمه سبحانه وتعالى واستسلامه لأمره، واعترافا بكونه تحت ملكوته وربوبيته (٤).


(١) سورة الأنعام الآية ٨٠
(٢) تفسير ابن كثير ٢/ ١٥٧، فتح القدير، الشوكاني ٢/ ١٣٤.
(٣) تفسير أبي السعود ٣/ ١٥٤.
(٤) ينظر تفسير ابن كثير ٢/ ١٥٧، تفسير أبي السعود ٣/ ١٥٤.