للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكيف يخاف ما ليس في حيز المخوفات أصلا، وأنتم لا تخافون غائلة ما هو أعظم المخوفات وأهولها، وهو: إشراككم بالله الذي ليس كمثله شيء، وتسويتكم بين العاجز والقادر فهذا الحقيق بأن يخاف منه كل الخوف (١).

فأي الطائفتين أحق بالأمن: الذي عبد من بيده النفع والضر أو الذي عبد من لا يضر ولا ينفع بلا دليل، أيهما أحق بالأمن من عذاب الله يوم القيامة ومن عقابه وحلول سخطه في عاجل الدنيا (٢).

ثم قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (٣)

أي: هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له، ولم يشركوا به شيئا، ولم يخلطوا إيمانهم بظلم هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا.

وقد اختلف في الذي أخبر الله تعالى عنه أنه قال هذا، فقال بعضهم: هذا فصل القضاء من الله بين إبراهيم الخليل - عليه السلام - وبين من حاجه من قومه من أهل الشرك بالله، وقال غيرهم: إن هذا جواب من قوم إبراهيم لإبراهيم - عليه السلام - حين قال لهم: أي الفريقين أحق بالأمن؟ فقالوا له: الذين آمنوا بالله فوحدوه أحق


(١) ينظر تفسير أبي السعود ٣/ ١٥٤، تفسير البيضاوي ٤/ ٨٤.
(٢) ينظر تفسير الطبري ١١/ ٤٩٢، تفسير ابن كثير ٢/ ١٥٨.
(٣) سورة الأنعام الآية ٨٢