للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك ابن تيمية الذي أشار إلى حديث أبي ذر بصيغة التضعيف فقال: (وقد روي في حديث أبي ذر أن عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر) وكأنه لم يصح عنده إذ لم يستدل به، بل استدل بما ورد في القرآن الكريم من الآيات الدالة على أن كل أمة قد بعث فيها رسول، مثل قوله تعالى {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (١) ثم ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم «أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل (٢)» وقال: وهذه السبعون سواء كانت هي التي هداها الله أو هي الجميع فإنه يدل على أكثرية الرسل (٣).

وأشار في موضع آخر إلى كثرة أنبياء بني إسرائيل وأنهم أكثر الأمم أنبياء بعث إليهم موسى وبعث إليهم بعده أنبياء كثيرون حتى قيل إنهم ألف نبي (٤).

كذلك الإمام أحمد بن حنبل مع أنه روى حديث


(١) سورة فاطر الآية ٢٤
(٢) مسند أحمد ٥/ ٣ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.
(٣) الجواب الصحيح، ابن تيمية ٢/ ١٦٩.
(٤) الجواب الصحيح، ابن تيمية ١/ ٢١٠.