للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (١)؛ ذلك أن سارة كانت امرأة عاقرا، فوهبت لإبراهيم جاريتها هاجر، فدخل عليها، وولدت له إسماعيل، ثم بشرت سارة بإسحاق بعد ذلك، فولدته وعمرها تسعون سنة وعمر إبراهيم مائة سنة كما ورد في التوراة (٢).

وأما في القرآن فلم يرد تحديد العمر بل ورد قولها: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} (٣)

وكانت البشارة قد وقعت بإسحاق وبابنه لأن ولد الشيخ والشيخة قد يتوهم أنه لا يعقب لضعفه ولأن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل والعقب (٤).

ويدعي أهل الكتاب أن إسحاق هو الذبيح وسيأتي مناقشة هذا عند ذكر إسماعيل عليه السلام.

وأما يعقوب فهو إسرائيل - عليه السلام - وسمي يعقوب؛ لأنه لما ولد كان ممسكا بعقب أخيه التوأم العيص كما ورد في التوراة، وأما ابن كثير فيقول: يعقوب الذي فيه اشتقاق العقب والذرية (٥).

وغير اسمه إلى إسرائيل بعد أن نبأه الله، وبنى هو مذبحا لله


(١) سورة هود الآية ٧١
(٢) سفر التكوين الإصحاح ١٧: ١٧.
(٣) سورة هود الآية ٧٢
(٤) تفسير ابن كثير ٢/ ١٥٩.
(٥) تفسير ابن كثير ٢/ ١٥٩.