للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جناحه فإذا إدريس قد قبض وهو لا يشعر.

قال ابن كثير بعد أن أورد الخبر: هذا من الإسرائيليات وفيه نكارة والله أعلم (١).

وفي المقابل يرى فريق آخر أن إدريس - المذكور في القرآن - ليس من أجداد نوح - عليه السلام - بل من أبنائه ويستدلون لذلك بحديث الإسراء والمعراج، وأنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح (٢)» ولم يقل له: (مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح) (٣) كما قال آدم وإبراهيم عليهما السلام.

قالوا: فلو كان في عمود نسبه صلى الله عليه وسلم لقال له كما قالا عليهم الصلاة والسلام، وأجاب الأولون بأن هذا لا يدل ولا بد لأنه قد يكون الراوي لم يحفظه جيدا، أو لعله قاله له على سبيل الهضم والتواضع ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب آدم الذي هو أبو البشر وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، فليس ذلك نصا فيما ذهبوا إليه (٤).

وذكر بعض هؤلاء أن إدريس هو إلياس وبالتالي هو من ذرية نوح (٥).


(١) تفسير ابن كثير ج ٣ ص ١٣٣، ينظر البداية والنهاية، ابن كثير ١/ ٩٣.
(٢) صحيح البخاري الصلاة (٣٤٩)، صحيح مسلم الإيمان (١٦٣)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٤٤).
(٣) صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب ٥ ح ٣٣٤٢، الفتح ٦/ ٣٧٤.
(٤) ينظر: البداية والنهاية، ابن كثير ١/ ٩٣، فتح الباري، ابن حجر ٦/ ٣٧٣.
(٥) ينظر: صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب ٤، الفتح ٦/ ٣٧٣.