للأمزجة، وما يحف بالشخص من أهل وعشيرة تأثيرا بالغا على ما يحكم به العقل من خطأ أو صواب.
ج) وأهواء الإنسان وشهواته تتغلب عليه وتشل قدراته الفكرية فلا يكون إدراكه للأمور إدراكا مجردا من المؤثرات، إنما يكون هذا الإدراك متأثرا بغلبة الهوى، أو نزوة الشهوة، فلا يرى الشيء إلا بمنظار هواه ولا يبصر فيه إلا ما يروي ظمأ شهوته، وهذا يجعل تفكيره جائرا، ينأى عن الحق، ويبعد عن الصواب، فيستمرئ الباطل، ويتمادى في الخطأ، وهو يحسب أنه يحسن صنعا.
د) ومهما كانت وسائل الإدراك صحيحة خالية من المؤثرات فإن الإنسان ينتهي فكره إلى أمد، ويقف عند غاية محدودة، وليس في استطاعة العقل البشري أن يدرك الأهداف البعيدة ويهتدي فيها إلى الحق والصواب.
ويقتصر هذا الإدراك على ما يتصل بالشخص من منفعة ومضرة، أو لذة وألم، أو ما يتصل به وبالأقربين من حوله، ولا يتجاوز هذا إلى مصلحة الجماعة الكبرى، أو إلى مصلحة الجماعة العامة، ومصلحة الجماعة هي الجديرة بالنظر الصائب، والفكر الثاقب، والعقل الرشيد، ولو كان في هذه المصلحة ما يضر بشخص أو أشخاص.
وكثيرا ما يضر النظر العقلي بصاحبه ويجره إلى ما لا تحمد عاقبته، لا عن قصد منه، وإنما لسوء تقديره، وخطأ تفكيره، وزلة عقله، فيقع ما لم يكن في حسبانه.
ولو أن كل إنسان هداه تفكيره إلى الصواب لوصل إلى بغيته، ونجح في بلوغ قصده، وما شاهدها من أرباب المهن والتجارة من تبور بضاعته وتكسد تجارته، وما وجدنا أحدا يبوء بالفشل، إذ لا يرتضى عاقل أن يضر بنفسه مختارا.
هـ) وتعجز العقول عن معرفة الضوابط السلوكية التي تحدد علاقة الإنسان بأخيه، حفظا للحقوق، وصيانة للحرمات، وضمانا لاستقامة موازين الحياة الثابتة، حتى