للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل (١)». ووصفه الله تعالى بأنه صادق الوعد فقال: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} (٢) {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} (٣)

ومن أعظم صدقه للوعد صدقه فيما وعد أباه من صبره للذبح وبذلك، قال الله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} (٤) {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (٥) {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (٦) {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} (٧) {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (٨)

ويدعي أهل الكتاب أن الذبيح هو إسحاق وعندهم أن الله أمره أن يذبح ابنه وحيده وأقحموا إسحاق لأنه؛ أبوهم ففي التوراة: (خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق) (٩).

وهذا تحريف باطل؛ لأنه لا يقال وحيد إلا لمن ليس له غيره، وبنص التوراة إسماعيل أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة، ثم إن


(١) جامع الترمذي، كتاب المناقب باب ١ رقم الحديث ٣٦٠٥، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح ٥/ ٥٤٤.
(٢) سورة مريم الآية ٥٤
(٣) سورة مريم الآية ٥٥
(٤) سورة الصافات الآية ١٠١
(٥) سورة الصافات الآية ١٠٢
(٦) سورة الصافات الآية ١٠٣
(٧) سورة الصافات الآية ١٠٤
(٨) سورة الصافات الآية ١٠٥
(٩) سفر التكوين، الإصحاح الثاني والعشرون ٢٠.