للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أول من يولد له معزة ليست لمن بعده، فالأمر بذبحه أبلغ في الابتلاء، كذلك المناسك والذبائح إنما محلها بمنى من أرض مكة حيث إسماعيل لا إسحاق (١).

وقد بشر إبراهيم بإسحاق بعد الفراغ من قصة الذبح، قال تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (٢) {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} (٣) {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (٤) {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (٥) {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} (٦) {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} (٧)

وكما سبق فإن البشارة بإسحاق شملت يعقوب أي أنه يكون من ذريته عقب ونسل فلا يجوز أن يؤمر بذبحه وهو بعد صغير وقد وصف إسماعيل بالحلم وهو المناسب في هذا المقام لذلك أن الذبيح هو إسماعيل (٨).

ثم ذكر الله تعالى: أليسع، واختلفت القراءة فيه فقرأ بلام مخففة، وقرأ بلام مشدودة (الليسع)، والذين قرءوا بالتشديد ردوا القراءة الأولى وقالوا: لأنه لا يقال اليفعل مثل اليحيى، وأجيبوا بأن هذا الرد لا يلزم، لأن الاسم أعجمي، والعجمة لا تؤخذ بالقياس إنما تؤخذ سماعا، والعرب تغيرها بتقويم حرف من غير حذف ولا زيادة فيها ولا نقصان؛ وعلى هذا فلا يمتنع أن يأتي الاسم بلغتين (٩).


(١) ينظر تفسير ابن كثير ج ٤/ ١٨، ١٧.
(٢) سورة الصافات الآية ١٠٧
(٣) سورة الصافات الآية ١٠٨
(٤) سورة الصافات الآية ١٠٩
(٥) سورة الصافات الآية ١١٠
(٦) سورة الصافات الآية ١١١
(٧) سورة الصافات الآية ١١٢
(٨) ينظر: تفسير ابن كثير ٤/ ١٧، ١٨.
(٩) تفسير الطبري ١١/ ٥١٠، تفسير القرطبي ٧/ ٣٢.