للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنوع من الإكرام والفضل، فمن ذلك الملك والسلطان والقدرة وقد أعطي داود وسليمان من هذا نصيبا عظيما، ثم من شابههما من ذلك فصبر واغتنى فشكر، ثم ذكر من سلطهما على الملوك وهما موسى وهارون، ثم من سلط الملوك عليهما وهما زكريا ويحيى، ثم من عاندهما الملوك ولم يسلطوا عليهما وهما عيسى وإلياس، ثم أتبعهم بمن لم يكن بينهم وبين الملوك أمر وهم إسماعيل وإليسع وهما ممن هدى الله بهما قومهما من غير عذاب، ثم من هدى الله قومه بالعذاب وأنجاهم بعد إتيان مخايله، ثم لما انقضت ذرية إبراهيم ختمهم بابن أخيه لوط الذي أهلك الله قومه.

وقيل غير ذلك، فكل من المفسرين يشير إلى حكمة لا يذكرها الآخر (١).

وبغض النظر عن الحكمة في ترتيبهم فإنه لا شك أن هؤلاء الرسل هم من أفضل الرسل على الإطلاق ذلك أن الرسل الذين قصهم الله في كتابه أفضل ممن لم يقصص علينا نبأهم (٢).

وفي قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} (٣)


(١) ينظر: التفسير الكبير، الرازي ١٣/ ٦٤، نظم الدرر، البقاعي ٢/ ٦٤٤.
(٢) تيسير الكريم الرحمن، السعدي ٢/ ٤٣٠.
(٣) سورة الأنعام الآية ٨٩