للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تصريح بكفر مشركي قريش بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه قد وكل بالإيمان بها قوما آخرين اختلف فيهم؛ فقيل: إنهم المهاجرون والأنصار، وقيل بأنهم الملائكة، وقيل: إنهم الأنبياء الذين سماهم الله في الآيات قبل هذه الآية (١).

وإذ ورد لفظ الكفر فيحسن ذكر العلاقة بينه وبين الشرك؛ فإن نظر إلى المعنى اللغوي لكل منهما فلا شك في اختلافه، ذلك أن أصل الكفر في اللغة الستر والتغطية (٢). وأما الشرك فأصله في اللغة من الشركة وهي المخالطة (٣).

وأما في الشرع فإن الكفر والشرك يعدان من الألفاظ المترادفة، فالشرك إذا أطلق فإنه يراد به الكفر، فهو وإن كان أصله من الشرك الذي هو تشريك غير الله مع الله في العبادة فإنه يطلق أيضا على من عبد غير الله عبادة كاملة فيسمى مشركا، وكذلك من ترك عبادة الله بالكلية وجعل عبادته لغير الله فهو مشرك وإن كان أعظم كفرا وأشد شركا، وهكذا من ينكر وجود الله ويقول ليس هناك إله والحياة مادة، فهو أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا فيطلق على جميع هذه الاعتقادات شركا ويطلق عليها كفرا بالله عز وجل (٤).


(١) ينظر تفسير الطبري ١١/ ٥١٤، فتح القدير، الشوكاني ٢/ ١٣٦.
(٢) لسان العرب، ابن منظور مادة كفر، ٥/ ١١٤.
(٣) لسان العرب، ابن منظور مادة شرك ١/ ٤٤٨.
(٤) ينظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، ابن باز ٤/ ٣٣.