للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة (١)».

وقد استدل بعض العلماء بقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} (٢) على أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل من جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أمر بأن يقتدى بهم بأسرهم، أي: بأن يجمع خصال العبودية والطاعة التي كانت متفرقة فيهم، فاجتمع فيه ما كان متفرقا بأسرهم، قالوا: فوجب أن يقال: إنه أفضل منهم بكليتهم (٣).

فحال النبي صلى الله عليه وسلم أكمل أحوال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ذلك أنه (كان عبدا رسولا مؤيدا مطاعا فأعطي فائدة كونه مطاعا متبوعا ليكون له مثل أجر من اتبعه ولينتفع به الخلق ويرحموا ويرحم بهم، ولم يختر أن يكون ملكا لئلا ينقص لما في ذلك من الاستمتاع بالرياسة والمال عن نصيبه في الآخرة فإن العبد الرسول أفضل عند الله من النبي الملك).

ويلي محمد صلى الله عليه وسلم في الفضيلة إبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم فهما خير الرسل.


(١) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق، شرح النووي ١٥/ ٣٧، وفي البخاري بلفظ " أنا سيد الناس يوم القيامة " كتاب الأنبياء باب ٣ ح ٣٣٤٠، الفتح ٦/ ٣٧١.
(٢) سورة الأنعام الآية ٩٠
(٣) ينظر: التفسير الكبير، الرازي ١٣/ ٧٠.